تقرير اليمن على الإنترنت الصادر سنة ٢٠٢١م من يمن أيكون إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في اليمن وصل إلى ثمانية ملايين ومائتي ألف مستخدم. وفق إحصائيات هذا التقرير فإن هناك زيادة في عدد المستخدمين بنسبة ١.٧ في المئة عن العام السابق ٢٠٢٠م، حيث يمثل عدد مستخدمي الإنترنت حوالي ٢٦.٧ في المئة من إجمالي سكّان اليمن، الذي يصل عددهم لـ ٣٠.٨ مليون شخص.
من إجمالي سكان اليمن، يستخدم حوالي ١١ في المئة شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتصدّر موقع الفيسبوك جميع مواقع التواصل بأكثر من ٣.٦ مليون مستخدم، ويمثّل تطبيق الواتساب التطبيق الأكثر استخدامًا من الجمهور اليمني، ويأتي تيك توك كأكثر التطبيقات نموًا في اليمن من حيث عدد المستخدمين.
مهمّة غرس التّعايش
وفق هذه المعطيات يذهب نشوان صادق، ذو ٣٣ عامًا والعامل في الإنتاج المرئي والنقد الفني، إلى أن المحتوى الذي يمكنه أن يعزّز قيمة التّعايش هو المحتوى الذي يدفع الناس للفعل، وليس المحتوى الذي يدافع عن هذه القيمة بحد ذاتها.
غرس الأفكار التي توجّه السلوك نحو التّعايش هو الطريق الفاعل لتحقيقه في أجيالنا القادمة، كما يرى صادق، حيث يضيف: «المثقّفون والمبادرات والمؤسسات الحكومية والمنظمات المنوط بها هذا الأمر أو المهتمة بإحداث هذا الإصلاح الثقافي، تقع على عاتقهم هذه المهمة.»
«لكي نرى الأثر، نحتاج لأن يكون الجهد موجّهًا بشكلٍ جيّدٍ، ومُنفَّذًا بشكل منهجي وبتنسيق يحقّق التّكامل»، يضيف صادق.
الأنشطة الإجرائية كثيرة ولا حصر لها، ابتداءً من خلق وإظهار نقاط يشترك فيها كلّ الناس، ومرورًا بترسيخ تقبُّل ثقافة الاختلاف، وليس انتهاءً بنشر تجارب التّعايش والترويج لها كقيمة جمعية موجودة في الناس حتى تصبح كذلك يومًا ما. هذا ويؤمن صادق أن وسائل التواصل الاجتماعي بتنوّعها بيئة مناسبةٌ لإبراز ذلك والترويج له.
أوقف التنمّر
في أبريل ٢٠٢١م أطلق مشروع العربيّة السّعيدة عبر شريكه المحلي، مؤسسة الطّموح للتنمية والاستجابة الإنسانية، حملة توعوية لمواجهة ظاهرة التّنمّر بهدف الحدّ منها وتقديم حلول موضوعية لطرق وأساليب التعامل معها. كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأنسب للوصول إلى الجمهور اليمني.
أنتجت المبادرة المحليّة مقاطع فيديو عرضت مشاهد توضّح أنواع التنمر المختلفة وكيفية التعامل معها وآثارها، واستعرضت تجارب أشخاص تعرّضوا للتّنمّر، وكيف تعاملوا معه، وذلك بهدف صناعة الأمل للمساهمة في التّخفيف من الظّاهرة.
تطوّرت حملة أوقف التنمّر لتشمل ستّ محافظات يمنيّة، وبشكلٍ ميداني وصلت إلى ٢٧ مدرسة، تعلّم الطلاب على إثرها أساسيات النّقاش والمناظرة في مواضيع تتعلّق بالتّنمّر من بينها مواجهة التّنمّر في المدارس.
في تعليقها على فيديو تناول قضية التّنمّر ضد الحلّاقين في الصفحة المخصّصة للحملة، تقول هاجر الصبري إنها ضدّ التفرقة التي تحصل في المجتمع اليمني. «الشي اللي مستغربة منه ليش يصنّفوا الحلاق والجزار ضمن المزاينة وأساسًا كلّنا بشر وإذا ما كان في حلّاقين وجزّارين كيف بنفعل؟ يعني هي مهنة مثل أي مهنة ثانية»، تضيف الصبري.
علّقت متابعة أخرى اسمها برينسيس موم على صفحة الفيسبوك التابعة لمشروع العربيّة السّعيدة على جمال التنوّع، قائلة: «الشي الغريب والمختلف ملفت ومريح عكس لما يكون الشكل واحد، تملّ منه كأنه طعام واحد بدون تغيير.» وتضيف المتابعة: «أكره التّنمّر، يُضعِف الإنسان ويجعل شخصيته مهزوزة—بالعكس أحب التّعايش مع الجميع بمختلف الأشكال والألوان، وأشعر بالتناغم والألفة.»
تنبع أهمية المحتوى وتأثيره من خلال الإنتاج الموجّه والمُركّز، الذي يُكوّن استجابةً طويلة المدى مرتبطة بوجدان الشّباب، وتنبع من صميم احتياجهم. هكذا ينجح المحتوى في ترك أثرٍ لدى المتلقين، وتكون جودته وتركيزه وتنوّعه هي التي تدفع للمزيد من المتابعة والترويج بين أوساط الشباب؛ باعتبارهم الأكثر اهتمامًا بمثل هذه المواضيع التي تتعلّق بحاضرهم ومستقبلهم.