العربية السعيدة: ما هو الهدف وراء كذه كان اليمن؟
أحمد الهجري: اسم المنصة له علاقة بما كان عليه اليمن سابقًا. هذا لا يعني أن لعملنا بالضرورة ارتباط بالماضي. نحن نحاول أن نعّرف الناس على الإنتاج الموسيقي، الألوان الغنائية اليمنية، المدارس الشعرية والأدبية والإرث الثقافي الذي نملكه، للاحتذاء بحذوهم والاستفادة من أسلوب الحياة ذلك.
بالنسبة لنا الأرشفة تمثل هدف أساسي، إضافة لموضوع التوعية والتثقيف حول اليمن بموروثها ومكتسباتها الثقافية. فترة الحرب أثرت كثيرًا على اليمنيين والشباب منهم تحديدًا. هذه المنصة حرّكت الكثير من الجوانب، باستيعابها لشباب وبمخرجها الذي من خلاله تفاعل معه كثيرون وشعروا أنهم ينتمون لهذا الموروث. كان هذا بالنسبة لنا مهم كتوعية بحيث ما نتخلّى عن موروثنا رغم الأوضاع السيئة التي نعيشها. نقوم بنشر المواد عبر محتوى مبسّط للجمهور وتصاميم مختلفة وبلغة سهلة قريبة من الجمهور، كما استخدمنا اللغة الإنجليزية، لأن هناك جمهور كبير يتابعنا عبر هذه اللغة.
«التنوّع هو معيارنا الأول.»
العربية السعيدة: متى وكيف شكّلتَ فريق المنصة؟
أحمد الهجري: في نهاية 2018م وجهت دعوة عبر صفحتي على الإنستغرام لمن يُحب المشاركة معنا كمتطوع، تفاعل معنا مجموعة كبيرة من الشباب اليمني من داخل اليمن وخارجها، وصل عددهم حينها إلى 35 شخصًا. على إثر ذلك عملنا على تشكيل توليفة مكونة من 17 شخصًا يمثلون نواة البداية والانطلاقة.
العربية السعيدة: حدثنا عن فريق كذه كان اليمن، مَن وراء إبداع المنصة؟
أحمد الهجري: التنوّع هو معيارنا الأول، لأننا نعمل على مواضيع مختلفة ومحافظات عدة. نعمل على ضمان جودة المعلومة وتنوع وتعدد المصادر ذات العلاقة المباشرة بمواضيعنا. نقدّم معلومة بحثية لا مجال فيها للخطأ، حتى أن القصة تخضع لعمليات جمع المصادر والتحري والتأكد عبر مصادر ذات صلة بالموضوع، ثم الكتابة والصياغة. عملنا مع عدد من الأصدقاء المختصين تقنيًا، كما عملنا بعد ذلك على الهوية البصرية للمنصة وحاولنا محاكاة الطابع اليمني من ناحية الألوان والشعار والقالب البصري الذي سنقدمه كفيديوهات، مواد أرشيفية، صور ومقالات قصيرة. إضافة للتنوع الحاصل في فريقنا فإن غالبيتنا إناث أثبتن جدارتهن في المنصة.
العربية السعيدة: كيف يتفاعل الجمهور مع ما تنشرونه؟
أحمد الهجري: حققت المنصة أرقامًا كبيرة على مستوى المتابعين خلال السنتين الماضيتين وصلنا إلى نحو 50 ألف متابع عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي. التفاعل الأعلى هو على انستغرام ثم فيسبوك وتويتر ويوتيوب. هذا إضافة لـ 300 رسالة شهرية كانت تصلنا من الجمهور ،نقيس من خلالها ردود الفعل مع ما ننشره من محتوى وما يتطلعون إليه. تفاعل الناس بالنسبة لنا يشكل الدافع للاستمرار والمتابعة، ورغم عمل الجميع دون أي مقابل، إلا أنهم يعملون بشغف. إحساسك بوجود أثر وتفاعُل الناس معك هذا يعني دفعة معنوية كبيرة. شعرنا أننا خلقنا نوعًا من الترابط بيننا وبين الجمهور.
العربية السعيدة: ما الصعوبات التي واجهتكم؟
أحمد الهجري: الدعم المالي، إضافة إلى عدم توفر المحتوى؛ فحقبة السبعينيات والثمانينيات تعتبر قديمة، وإيجاد محتوى بصري له علاقة بهذه الفترة نوعًا ما يُعد تحدي، لذلك نحن نحاول أن نبتكر أساليب أخرى لعرض هذه القصص رغم قلة المصادر وهذا أبرز ما نواجهه في الوقت الحالي.
العربية السعيدة: ما الذي يحتاجه اليمنيون للوصول إلى التعايش فيما بينهم؟
أحمد الهجري: نحن بحاجة لمساحة رأي، وأن يكون هناك متّسع لكثير من الأفكار، ولغة خطاب تجمعنا كلنا. يلزمنا أن يفتح كل منّا قلبه للثاني ونسمع لبعضنا، ونستفيد من تجاربنا السابقة المليئة بالخلافات. نحن كيمنيين ممكن نختلف في الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لكن في الجانب الثقافي والفني غير ممكن. مستحيل يختلف اثنان على أبوبكر سالم أو فيصل علوي وغيرهما من القامات الفنية اليمنية الكبيرة. نشعر دائمًا أن الخطاب الفني موحد، ويخلق نغمة تعايش واحدة بين الناس. التعايش بالنسبة لي هو الوطن والحب والعلاقات الاجتماعية التي تربطنا ببعضنا البعض.
«التعايش بالنسبة لي هو الوطن والحب والعلاقات الاجتماعية.»
العربية السعيدة: كيف يمكن تكريس المنصات الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز المشتركات اليمنية؟
أحمد الهجري: في رأيي لغة الإعلام هي العنصر الوحيد الذي يجمع الناس. نحن كمنصات علينا العمل على خلق خطاب وأفكار تجعل الناس تفكر بحاضرها ومستقبلها. علينا تقديم الأفكار بشكل جمعي وبألوان مختلفة، تفتح مدارك الناس وتدفعهم للتفكير. هذا يُبرز أهمية المنصات الإعلامية وتأثيرها على الأفراد والمجتمع. سلاح القصة والسرد أهم سلاح يمكن استخدامه اليوم لغرس وزرع أفكار تخدم وتساهم في توعية الناس بشكل أو بآخر.
العربية السعيدة: ما الذي تعمل عليه كذه كان اليمن الآن؟
أحمد الهجري: حتى اليوم ما استطعنا أن نصل إليه هو من 30 إلى 35 في المئة مما نطمح إليه. إنتاج محتوى مُكلّف خاصة ونحن نطمح خلال السنتين القادمتين لإنتاج محتوى مرئي ونحتاج لفريق مختص يعمل على هذا الموضوع.
حاليًا نعمل على ثلاثة أفلام وثائقية خلال الأشهر الستة القادمة ستكون جاهزة وبمجهود تطوعي بحت. هذه الأفلام هي عن شخصيات لها أثر في اليمن ومن المهم إبرازها للناس. نتطلع للحصول على تفاعل كبير من الجمهور خلال عرضها.