العربية السعيدة: ما أبرز ما تُقدّمه الجمعية لذوي الإعاقة حاليًا؟
حنان الغيثي: التأهيل والتدريب، المتابعة والتنسيق لوظائفهم واحتياجاتهم، والتنسيق مع المدارس والمستشفيات والمكاتب الحكومية والمنشآت الخاصة. نحاول الوصول إلى داعمين يخفّفون معاناة ذوي الإعاقة عبر المساعدات النقدية، والسلال الغذائية، والحقائب الصحية.
نعمل كذلك على برامج تأهيل جسدي ونفسي لذوي الإعاقة. وفي الوقت الطبيعي كانت هناك نسبة خمسة في المئة من الوظائف مخصّصة لذوي الإعاقة، كنّا نُنَسِّق مع وزارة الخدمة المدنية حول ذلك. ولكن منذ اندلاع الحرب، لا توجد وظائف حكومية جديدة، وهذا عبءٌ يُضاف للأعباء المالية التي نواجهها. الدعم الحكومي محدود، ويصلنا بشكل متقطّع، حسب موازنة عام ٢٠١٤م، ودعم المتبرعين هو الآخر ليس بالقدر الكافي؛ لأنّه ليس منتظمًا.
العربية السعيدة: ما النطاق الجغرافي لعمل الجمعية؟ ومن المستفيدون من أنشطتها؟
حنان الغيثي: النطاق الجغرافي لعمل الجمعية محافظة تعز عمومًا. لدينا فروع في كافة المحافظات اليمنية، وعملنا معهم تنسيقي لا أكثر. في تعز، هنالك عدة مراكز مخصّصة تقع تحت إدارة الجمعية وتقدّم خدماتها مجانًا لذوي الإعاقة بما يساهم في تأهيلهم وتنمية قدراتهم. لدينا مثلًا مركز العزيمة الحِرَفِي والمِهَني، مركز العزيمة للغات والكمبيوتر، وصحيفة العزيمة التي أسّسناها عام ٢٠٠٤م وتهتمّ بقضايا ذوي الإعاقة، وهي الوحيدة في اليمن.
مع الانقسام الحاصل بسبب الحرب، اضطررنا إلى أن يكون لنا حضورٌ في الضفة الأخرى من المحافظة، تحديدًا في منطقة الحوبان، وذلك على مستوى مدرسة تنمية ذوي الإعاقة الحكومية، التي أوكلت لنا إدارتها من مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، ومركز صُنّاع العزيمة للعلاج الطبيعي.
نعمل جميعًا بروح واحدة كفريق واحد
نحاول استيعاب جميع ذوي الإعاقة، بما توفّر من إمكانات، حاليًا وبحسب قاعدة البيانات حتى أغسطس ٢٠٢١م، لدينا ٢٦٠٠ شخص من ذوي إعاقة، فصعب أن نستوعبهم، لذا نُقدّم الخدمة لمن يتمكن من الوصول إلينا. نطمح للتوسع وفق ما هو متاح لنا، علما أن عملنا طوعي بامتياز.
يصل عدد المستفيدين الفعليين من أنشطة الجمعية إلى ٨٠٠ من ذوي الإعاقة. في ديسمبر ٢٠٢١م، نفّذنا مشروع توزيع الحقيبة الصحية في مدينة تعز، الذي استفاد منه ٤٥٠ حالة من ذوي الإعاقة. تحتوي حقيبة النظافة الشخصية الصحية على أربعة أكياس من مسحوق الغسيل، ٤٠ صابونًا، مناشف، وعاءين بلاستيكيين لحفظ المياه بسعة ١٠ لتر، ووعاء لغسيل الملابس. كان انطباع المستفيدين جيدًا، ونحن نحاول دائمًا أن نستوعب الجميع في مشاريعنا ولكن هذا يتوقّف على تمويل كل مشروع.
العربية السعيدة: ما الهيكلية التي تستند إليها الجمعية؟
حنان الغيثي: تعتمد الجمعية بشكل أساسي على ثلاثة إداريين، وعملهم طوعي، رئيس الجمعية، والأمين العام، والمسؤول المالي. بقية الوظائف من مسؤول رِقابة وتفتيش، ومسؤول تأهيل وتدريب، ومسؤول إعلامي كلها تندرج تحت مسؤولية هؤلاء الثلاثة.
هناك مسؤول، من العاملين الأساسيين، على كل مركز من المراكز التي تديرها الجمعية. لأن عملنا طوعي لا يوجد تحديد مهام بشكل إلزامي، لكننا ننسق مع من يرغب بالتطوع، لاحتواء كافة الاحتياجات، حسب التخصّص. هناك متعاونون معنا، كل حسب قدرته، والمجال مفتوح لمن أراد العمل معنا. نحن نتوزع المهام، ولكننا نعمل جميعًا بروح واحدة كفريق واحد.
العربية السعيدة: ما أهمية العاملين في الجمعية؟ وما مميزاتهم؟
حنان الغيثي: لولا وجودهم لما تم العمل، وشعورهم بمعاناتهم جزء من النجاح الذي يتحقق للجمعية. أهم ما يميزهم العزيمة والإصرار؛ كونهم من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الذكاء. تتوفر لديهم القدرة على استكمال العمل رغم صعوبته، عبر طاقات بشرية مؤهلة من عاملينا في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والإعلام. كل فرد يُمثل أهمية لنا، بما يستطيع العمل عليه.
العربية السعيدة: كيف ينظر المجتمع لعملكم؟
حنان الغيثي: النظرة المجتمعية تجاهنا تغيّرت كثيرًا. سابقًا كانت هناك صعوبة تقبّل [ذوي الإعاقة]
في الوظائف والمكاتب الحكومية، وكنّا نواجه صعوبة
في الدمج بالنسبة للطلاب. اليوم، هناك قبول واستيعاب، وتحسّن الوضع كثيرًا عمَّا كان عليه.