العربية السعيدة: لماذا أسّستَ مركز الورد للخط العربي؟
خالد الورد: رسالتي تشمل فكرة أن أُحسّن قراءة الماضي وأعطيه للجيل القادم. [أريد أن] أوصل الرسالة للأجيال القادمة لمعرفة هذا الفن وطبيعة فلسفته، وكيف يمكن أن يَتشرَّبهُ المُتعلِّم، ليصبح واحدة من أدواته التي يُحوِّلُها ضمن بوتقته إلى صورة أخرى بما يتوافق مع مستقبله القادم.
العربية السعيدة: كيف ساهم مركز الورد للخط العربي في أن يكون همزة وصل مع الآخرين؟
خالد الورد: على المستوى الشخصي من خلال تقبّل الجميع واحتوائهم وذلك من خلال تطعيمهم بثقافة العودة إلى التراث المشترك والثقافة الإنسانية التي تجمعنا. حاولتُ أن أميت كل التحيزات. أشتغل على التخفيف من حدة الحساسية لدى تلاميذي عندما أشعر بها وسطهم، فأجعل من الخط والجمال قاسمًا مشتركًا بينهم. ساهمت قناعاتي ونقاشاتي ونوعية ما أقدمه في صنع قيمة مشتركة تجمعهم.
العربية السعيدة: ما هي الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك؟
خالد الورد: أهم العوائق تتمثّل في الجانب المادي، لاسيما في ظل عدم وجود جهات داعمة وفاعلة، ناهيك عن الانزواء المزعج والغريب بين فناني الخط. التفاعل والتعاطي والتناغم شبه منعدم، وهذا يعود لمؤثرات سياسية في أحيان، فنجد تحفظات مزعجة حد الانغلاق التام، رغم أني أحاول أن أكون رسول سلام ومنفتح على الجميع لا أنتمي لأي طرف ولا أصنّف أي أحد.
العربية السعيدة: ما مدى إقبال الناس على تعلّم الخط؟
خالد الورد: الإقبال لا بأس به قياسًا بمحدودية اهتمام مجتمعنا بالفنون. غالبية المقبلين يبحثون عن تحسين الخط وهذه مشكلة يعانيها أولياء الأمور مع أبنائهم في المدارس. أرى إقبال الفتيات أكثر مقارنة بالأولاد نظرًا لتعلّقهن بمفاهيم الجمال.
العربية السعيدة: ما هي المهارات اللازمة لمن يريد أن يتعلّم الخط العربي؟
خالد الورد: الشغف والميل أهم ما يمكن امتلاكه لتعلّم هذه المهارة، بعيدًا عن الموهبة. الخط فن جميل عوالمه ومتطلباته جدًا بسيطة وقوانينه ليس فيها تعقيد ويستطيع الفرد أن ينمي تجاربه من خلال المراجع والمصادر الفنية التي صاغتها أيدي الخطاطين البارعين، أو عن طريق مُعلِّم أو المراكز التي تعين وتمنهج
هذه الإنتاجات.
الخط العربي تراث جميل سيطعم الأجيال القادمة بمحبة تاريخية.»
العربية السعيدة: ينفرد الخط العربي بأشكال مختلفة ومتعددة فما هي أنواعه؟ وأيُّها مفضل لديك؟
خالد الورد: تذكر الكتب والمراجع التاريخية أن الخطوط العربية في نشأتها الأولى في مناطق الحجاز كانت فقيرة جدًا. كان هناك خط واحد كتب به القرآن الكريم في بداية العهد الإسلامي. يُعدُّ العصر العباسي (١٣٢-٦٥٦هـ\٧٥٠-١٢٥٨م) عصر المجد للخط العربي، حيث تولّدت مئات الخطوط. من الخطوط الأكثر شهرة وتداولًا بين الخطاطين، وتقام عليها المنافسات والمسابقات، هي ستة أنواع: الخط الكوفي، الذي كتب به القرآن، وخط النَّسْخ وهي من الخطوط العربية، خط الثُلُث وخط النَّسْتعْليق، من الخطوط الفارسية، والخط الدِّيواني وخط الرِّقْعَة من الخطوط العثمانية.
ومن بين هذه الأنواع أميل لخط النَّسْخ كونه يمثل الإبداع المتحرر من
قيود الخط الكوفي وجموده، وأيضا أميل للخط الفارسي بسبب انسيابيته وجماله. وقد عُرفت بين الخطاطين بإتقان الخط الفارسي الذي اهتممت به كثيرًا.
العربية السعيدة: ما هي رؤيتك لمستقبل الخط العربي؟
خالد الورد: الخط العربي تراث جميل سيطعم الأجيال القادمة بمحبة تاريخية لأن أجدادهم صنّاع أمجاد. سيشعرون بالفخر وأن عليهم أن ينجزوا كما أنجز أجدادهم. وسيكون للخط تأثير جمالي ثقافي، سيساعد في تنمية المهارات للأيادي المحبّة لصناعة الأشكال الجميلة، كما سيسهم في أن تحب الأجيال القادمة الفنون الأخرى. بحب الخط سيُفتَح الأُفق لفنون الصوت والرسم وغيرها المكمِّلة للخط.
العربية السعيدة: ما الدافع للورد في الاستمرار بتنمية الخط العربي رغم ظروف الحرب؟
خالد الورد: الحب والشغف لبلدي جعلني أستمر في العمل. أحب أن يكون لي أثر، من خلال نقل رسائلي التي تتضمن الرفض لحالة الاحتراب القائمة ونشر ثقافة السلام من خلال الفن والخط.
