زين العابدين علي، مأرب
يضطلع الشاعر في القبيلة اليمنية بدور محوري في تصفير المشاكل وزراعة الود مع القبائل الاخرى. في أغلب القبائل والقرى اليمنية على الأقل شاعر واحد، الذي لابد أن يكون متميزًا ومفوهًا. أحيانا يكون شيخ القبيلة هو الشاعر.
«يعتبر الشاعر الشعبي وزير إعلام قومه والمتحدث بلسانهم لمخاطبة الآخرين»، يقول الشاعر الثلاثيني يَحْيَى المطري من قبيلة ومديرية خولان، التي تقع على بعد ٦٠ كيلومترًا شرق العاصمة صنعاء.
الزوامل هي أشعار كانت تُستخدم من أجل رفع المعنويات ولزيادة الحماس قبل خوض المعارك. يقول الأديب والشاعر عبد الله البردوني في كتابه فنون الأدب الشعبي في اليمن أن الزامل الشعبي موغل في القدم، لكنه يرجّح نشأته في القرن الثالث الميلادي. الآن، أصبح الزامل «وسيلة إعلامية فعالة تستخدمها القبائل في إحلال السلام وحل القضايا المعقدة»، حسب المطري. هناك الكثير من مشاكل القتل والثأر، التي قُتل بسببها العشرات خلال العشرين سنة الماضية، والتي كان للزامل الصدارة في حلّها. الشاعر الشعبي هو «الحكيم الذي يختصر الحل للمشكلة في بيتين من الشعر»، كما يقول الشاعر عَلِي أبو هُوَيْدَة، ٣٣ عاما، من قبيلة الحَدَاء في محافظة ذمار.
للزامل أنواع كثيرة منها السياسي، الهجاء، الفخر والاستقبال. ربما أكثر هذه الأنواع شهرة هو زامل التحكيم الذي يعبّر عن الاعتراف بالخطأ ويُسهم في التعايش بين القبائل ويحدّ من عمليات الثأر والانتقام. «عندما قبيلة تنصى قبيلة أخرى – أي تزورها طالبة العفو – يتوجب على الشاعر إعداد زامل يؤثر في النفوس ويشرح القضية، مقدمًا اعتذارًا من الجناة للمجني عليه و طالبًا العفو والسموحة»، يقول الشيخ اَحْمَد الشُلَيْف، ٦٠ عاما، أحد كبار مشائخ قبيلة جهم، مديرية صرواح، الواقعة في محافظة مأرب.
ومن أجل نجاح المهمة يتوجب إثارة العواطف في هذه الأبيات. «لابد أن يكون هناك استعطاف للمجني عليهم وإثارة النخوة والشهامة لدفعهم إلى العفو والصلح»، يقول خَالِد الفَرِحْ، ٥٠ عامًا، المهتم بتاريخ وثقافة اليمن والمقيم في منطقة الرَضْمَة، محافظة إب.
توقيع وثيقة الصلح والعفو عن الجاني.
© فهد العيال
قتل طفل في حادث مروري في الرَضْمَة. كان السائق من قبيلة الطفل نفسها لكنه يسكن في قرية مختلفة، كما يروي الفرح الذي كان شاهدًا على هذه القصة. «من أجل المصالحة أتى شيخ القبيلة يرافقه موكب إلى قرية المجني عليهم وأزمل قائلاََ:
سلام يابن العم ويا عزي وتسلم
ياضلع واكي للزحام
الجرح هو فينا وفيك وانت المحكم
واحنا وصلنا والسلام
تأثر والد الطفل بهذين البيتين وعفى عن الديّة وكل شيء.»
عادة ما يتكون الزامل من بيتين إلى أربعة أبيات فقط. التي تُؤدى بلحن معين، ترتفع به أصوات حشد من قبيلة الجاني عند وصولهم بموكب كبير إلى المنطقة المعتدى عليها وفيهم وجاهة القوم. يقفون في صف طويل مرددين تلك الأبيات بطريقة متناسقة ومتناغمة بين ميمنة الصف وميسرته.
وبالمثل يقف المستقبلون في صف مماثل يستمعون لهذا الزامل، ويردون بزامل آخر على ذات القافية ويكون الجواب فيه إيجابًا أو سلبًا. «الكثير يتأثرون بهيبة الموقف والاحتشاد والزامل فيسمحون ويتنازلون عن الديّة في قضايا القتل وحوادث السير»، يقول الفرح.
هكذا فالزامل الشعبي من تلك الأعراف التي ما زالت ثابتة في المجتمعات القبلية اليمنية، رغم تحوّل الغاية منها مع مرور الزمن. الآن، الزامل طريق نحو حل النزاعات وإحلال التعايش.
محمد علي محروس، تعز
جداريتان لهيفاء سُبَيْع حول اليمن.
© هيفاء سُبَيْع
ساهمت نساء عدن، وتحديدًا في حي كِرِيْتَر، في القضاء على المظاهر المسلّحة في حيّهن بُعيد الحرب بأشهر قليلة. اتفقن على مواجهة الظاهرة الدخيلة كلٌ في أسرتها، بإقناع أبنائهن وثنيهم عن الاستمرار في حمل السلاح. نجحت نساء كريتر في إعادة الطابع المدني للحي بعد محاولاتٍ عدة، وما زلن يُحمدن لموقفهن الذي أعاد الطمأنينة لأقدم أحياء مدينة عدن، ولو لمدة محدودة. هذه هي إحدى المبادرات النسائية اليمنية التي تمكنت من إرساء ركائز التعايش.
هنالك الكثير من المبادرات النسائية التي عملت وما زالت تعمل على حل نزاعات قائمة منذ سنوات. مثلا، عبر الحوار والجلسات المُركّزة، ركزت نساءٌ في تعز، اللواتي جمعتهن الناشطة المجتمعية شيناز الأكحلي، على حل مشاكل المياه العالِقة، كإعادة ضخ المياه إلى مناطق صَبِر المَوَادِم بعد ثلاثين سنة من التوقف والنزاع. ليس ببعيد، عملت الشابة عُلا الأغبري على استعادة عدد من خزانات المياه الحكومية وترميم الشبكة التي تضخ للمنازل بجهودٍ شبابية عبر مؤسستها شباب سبأ، وبفضل ذلك ينتظر المواطنون عودة المؤسسة المحلية لضخ المياه إلى كافة أحياء تعز بعد توقف استمر ست سنوات.
عن الآليات التي اتبعتها، تقول عُلا: «أعددنا ورقة سياسات، وبعد امتلاكنا المعلومات الكافية نفذنا نزولًا ميدانيًا رفقة لجنة وساطة أشركنا فيه الجهات الأمنية والرسمية وناشطين محليين، والتقينا القادة العسكريين وتوصلنا إلى التزام بتسليم الخزانات، وهو ما تم لاحقًا».
لا ينسى اليمنيون جهودًا نسوية ذات أثر في التأهيل والتدريب المجتمعي في سبيل الحوكمة وسبل السلام الاجتماعي، والعمل على تمكين المرأة من خلال تنمية قدراتها ومهاراتها؛ حتى تكون جاهزةً لسوق العمل، إضافة إلى إنشاء بعضهن مشاريع ذاتية منزلية وتجارية، كلها شجّعت على ترميم إفرازات الحرب لدى كثيرين. عملت إيمان العريقي من المنزل لبيع المُعجّنات، وتطوّر مشروعها إلى أول مقهى يتم افتتاحه في مدينة تعز منذ اندلاع الحرب. أنشأت هبة أحمد سعيد استوديو لتصوير المناسبات العائلية والأفراح، واشتركت كل من أمل سعيد وشروق أحمد في مشروع تأسيس صيدلية حواء، بكادر كله من النساء.
نجحت نساء كريتر في إعادة الطابع المدني للحي.»
في الجانب الفني، تعمل فنانات شابات على إحياء الغناء اليمني القديم بتجديده جماعاتٍ وفُرادى في عدد من المحافظات اليمنية. ساهمت فنانات تشكيليات على إبراز مظاهر التفاؤل والأمل والتعايش من بين ركام الحرب بأعمال تجسّد الروح اليمنية الواحدة كالتشكيلية سبأ جَلّاس. قادت التشكيلية هيفاء سُبَيْع حملاتٍ تحمل شعار النساء والحرب؛ للفت الانتباه إلى معاناة المرأة اليمنية، ولحشد الدعم والمساندة لها.
جداريتان لهيفاء سُبَيْع حول اليمن.
© هيفاء سُبَيْع
في 2015م تم إنشاء التوافق النسوي اليمني، والمجموعة النسوية المختصّة في عام ٢٠١٨م كنتيجة تعاون مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بهدف إنشاء آليات لإدماج المرأة اليمنية وتعزيز حضورها ومشاركتها الفاعلة لصناعة السلام. ما زال الكيانان يعملان نحو التقريب بين أطراف الصراع من أجل السلام.
هكذا وعبر كل هذه الأشكال والمنابر المختلفة، تواصل المرأة اليمنية تحديها للعنف من أجل استمرار الحياة، خفض الصراع ودعم البيئة التشاركية وصولًا إلى تعايش مشترك بين اليمنيين جميعًا.
إصلاح صالح، عدن
ماجد علي أحمد.
© محمود الفلسطيني | مجلة العربية السعيدة
أهالي عدن، خروج تظاهرات كبيرة خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي ردّدت هتافات: «سالمين قُدّام قُدّام… سالمين ماحناش أخدام»، لمخاطبة رئيس جمهورية اليمن الجنوبي حينها سالم رُبيّع المعروف بـ ‹سالمين›، ليتم بعدها منح فئة المهمشين الحق الإلزامي في التعليم وحصولهم على سكن ووظائف من قبل الدولة.
ينتمي وليد صالح، ٣٥ عامًا، إلى فئة المهمشين الذين درج المجتمع اليمني على تسميتهم ‹الأخدام›، لكن حصوله على شهادة بكالوريوس ووظيفة حكومية مكنّه من الزواج بمعلمة لا تنتمي لفئته. تمكن صالح وزوجته من كسر تابو رفض المجتمع الزواج من المهمشين، خصوصًا في المناطق الريفية والقبلية.
يقول صالح، رب أسرة مكونة من ثلاثة أطفال: «لم أجد كثير من المضايقات في عدن، رغم أن البعض توارث النظرة الدونية لنا، لذلك أسعى لأن يحصل أطفالي على تعليم ومعاملة جيدين».
بالمقابل، قاد الحظ العاثر ماجد علي أحمد، ٣٨ عامًا، للعمل مع بلدية مدينة عدن كعامل نظافة، مقابل مرتب شهري لا يتجاوز التسعة آلاف ريال يمني (35 دولارًا أمريكيا). ظروف أسرته الاقتصادية حالت دون تعليمه وحصوله على شهادات تسهّل حصوله على عمل آخر.
«أساعد والدي في مصاريف عائلتي إضافة إلى زوجتي وأولادي الأربعة، حتى ولو كان المبلغ بسيطا»، يفسر أحمد. رغم الظروف الصعبة، ما يؤثر حقا في أحمد هي «نظرة بعض الأشخاص لي ولعملي [التي] تصيبني بالإحباط. الموضوع مش بيدنا أننا خلقنا ضمن هذه الفئة. يكفي الظروف الصعبة والفقر وعدم وجود من ينصفنا»، يقول أحمد، مفسّرًا حجم المعاناة التي تعيشها تلك الفئة في اليمن.
واجهت فئة المهمشين، التي تمثل أقلّيّة، تمييزًا عرقيًا بناًء على لون بشرتهم السوداء من جهة، وتمييزا طبقيًا لكونهم «في مجتمع تعتمد بنيته الاجتماعية جزئياً على النسب»، كما تفسر عائشة الوراق في مقالها التهميش التاريخي والممنهج لمجتمع المهمشين في اليمن مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية. «تؤدي الأصول الغامضة للمهمشين وكونها من خارج الهياكل القبلية اليمنية المعروفة إلى تمييز قائم على النسب. في حين أن الهاشميين الذين يقال إنهم من سلالة النبي محمد هم على رأس التسلسل الهرمي الاجتماعي في اليمن في العديد من مناطق البلاد، فإن المهمشين، الذين يعاملون باعتبارهم مجهولي الأصول، يقعون في أدنى درجات التسلسل الطبقي بغض النظر عن مكان إقامتهم»، تضيف الوراق.
تنقل الوراق أن البعض يرجع أصول هذه الفئة إلى «جنود الحبشة الذين احتلوا اليمن في القرن السادس» الميلادي، وفقا لنعمان الحذيفي، رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين، الذي يقول إن تهميش المجموعة إلى ما بعد الإطاحة بدولة النجاحيين، في القرن الثاني عشر الميلادي.
نظرة بعض الأشخاص لي ولعملي تصيبني بالإحباط.»
رغم عدم وجود أي إحصائيات دقيقة حول عدد الأشخاص الذين ينتمون لفئة المهمشين، فإن التقديرات تشير إلى نسب تتراوح بين اثنين وعشرة في المئة من مجموع سكان اليمن، البالغ عددهم نحو 27 مليونًا، كما يشير تقرير حتى الحرب تميز: أقليات اليمن، منفيون داخل بلدهم، للمجموعة الدولية لحقوق الأقليات.
يمتهن المهمّشون أعمال التنظيف وإصلاح أعطال دورات مياه الصرف الصحي، ويلجأ بعضهم إلى ممارسة التسول. تدفع الحاجة وضيق ذات اليد إلى إخراج الأطفال من المدارس، وإما إلحاقهم مبكرًا بسوق العمل بالنسبة للأولاد، أو التزويج المبكر في حالة البنات.
بدأت نظرة المجتمع الدونية للمهمشين تتغير مع تفاقم أزمة البطالة، حسب أستاذ علم الاجتماع في جامعة عدن ورئيس مركز مدار للدراسات والبحوث البروفسور د. فضل الربيعي، حيث «أصبحت بعض تلك المهن تحقق كسبًا ماليًا. لجأ الكثير إلى امتهانها ما ولّد لديهم شعور المساواة».
ورغم هذا التحول في نظرة المجتمع لتلك المهن، مازال المهمشون يعانون من عدد من التحديات منها المسكن، حيث يعيشون في تجمعات صفيح غير صالحة للاستخدام الآدمي، وعدم المساواة في الحقوق. هذا ما يأمله ماجد علي أحمد لنفسه وعائلته: «آمل أن أحصل على دخل ثابت وأن يحصل أولادي على حياة كريمة وتعليم جيد.»
فايز الضبيببي، ريمة
عاش محمد سعد الحاج، 73 سنة، وأسرته من بني الضبيبي في محافظة ريمة، فترة عصيبة بعد مقتل ولده عام 2011م، في المملكة العربية السعودية.
أثناء زيارة علاجية في صنعاء في أغسطس ٢٠٢١م، وجد محمد الحاج نفسه في أحد مجالس أقاربه أمام قاتل ولده الشاب.
الراية البيضاء أمام منزل علي جسار محمد، تقديرًا لعفو محمد سعد الحاج بعد مقتل ولده.
© فايز الضبيببي
قبل 10 أعوام تقريباً، أثناء عملهما في محل لبيع المفروشات تابع لأحد السعوديين في مدينة جازان السعودية، أقدم مهدي جسار محمد، 46 سنة، على قتل الشاب أكرم محمد سعد الحاج، 35 سنة. كلاهما كانا من منطقة بني الضبيبي في محافظة ريمة.
تم ترحيل محمد من المملكة العربية السعودية بعد أن قضى في سجونها كل هذه الفترة على ذمة القضية.
اقترب الحاج من محمد، سلّم عليه، ثم قام باحتضانه وتقبيله بحرارة. «سامحك الله دنيا وآخرة.» كانت تلك هي كلمات الحاج القوية، والتي غادر بعدها المكان سريعًا وعيونه تذرف الدموع. لم يتصور أحد من الحاضرين أن يقوم الحاج بالعفو في ذلك الموقف، فكانت ردة فعلهم الذهول، بينما عبرت دموع الكثيرين منهم على تأثرهم بهذا الموقف النبيل.
اجتمعت أسرة محمد تلك الليلة، يتناقشون في أمر الحاج، الذي غمرهم بعفوه. بحثوا عن طريقة لتكريمه خاصة أن العفو جاء بدون وساطة وبدون أي مقابل يذكر.
لم تجد أسرة محمد من ثمنٍ غالٍ تقدمه للحاج وأسرته، مقابل عفوه عن ولدهم؛ سوى رفع الراية البيضاء له ولكافة أسرته.
تستخدم الراية البيضاء في اليمن في الصلح القبلي كعرف وثقافة اجتماعية يتوارثها اليمنيون منذ مئات السنين.
يُواجَه من يعفو بأوسمة الشرف وشهادات الشكر.»
تُرفع الراية من قِبَل أسرة القاتل، سواء تم ارتكب القتل خطأً أو عن عمد، بعد التنازل عن القضية والعفو. تكتب على الراية عبارات التقدير والامتنان لأسرة المقتول، وتعلق في الأماكن المرتفعة، في التجمعات والأسواق، «لإظهار فضل من قام بالعفو، ولإشعار الناس بالتنازل وحل القضية وتصافي الخصوم»، وفقا لعصام محمد، باحث مستقل في الصراعات السياسية والاجتماعية. «عالج العرف القبلي بصورة فعّالة الكثير من النزاعات بين القبائل المختلفة، وبين القبائل وشركات الصناعات الاستراتيجية، والقبائل والحكومة»، حسب تقرير لندوى الدوسري مع مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط تحت عنوان الحوكمة القبلّية والاستقرار في اليمن، سنة 2021م. تمكن العرف القبلي في بعض الأحيان من «احتواء قضايا الثأر المعقدة في اليمن»، حسب نفس التقرير. معظم اليمنيين يلتزمون بعادات القبيلة وتقاليدها، لذلك يسلم الفرد للتحكيم القبلي ويرضى به.
يعامل من يعفو عن قاتل أحد أقاربه بتقدير كبير في العُرف اليمني، كما يقول شيخ عشيرة بني جسار، محمد جسار. «يواجه بأوسمة الشرف وشهادات الشكر وخطابات الثناء والتقدير، لصنيع ذلك الفعل العظيم».
أقيمت وليمة الغداء في اليوم الثاني في منزل أخي محمد، علي جسار محمد، وتم رفع الراية البيضاء في المكان. قدَّم الحاضرون الشكر والثناء للحاج الذي ظهر راضيًا بقضاء الله وقدره، معلقاً بالقول: «عملت ذلك لوجه الله تعالى، محتسباً الأجر والمثوبة منه وحده.» اتفق أولاد الحاج الآخرين مع تصرف أبيهم. «نأمل أن تشكّل هذه الخطوة إلهامًا لكل المجتمع من أجل وضع حد للعنف والقتل وتجنب كل ما يؤدي إلى إزهاق الروح»، يقول دارس محمد سعد الحاج، أخو الراحل أكرم.
بقيت الراية البيضاء معلقة أمام منزل أخي محمد لمدة سبعة أيام، تخبر الكل أن العفو ممكن في اليمن، وأن التسامح ثقافة بين جميع اليمنيين.