preloader

أديان عدن: فسيفساء صامدة بألوان خافتة

إصلاح صالح
عدن
تشير كنائس عدن ومعابدها إلى تاريخ من التنوع والتسامح بين الأديان في المدينة الساحلية. ورغم إغلاق معظم هذه المباني الدينية، إلا أن آثارها ما زالت ملموسة عبر شوارع المدينة وذكريات سُكّانها.
كنيسة رأس مربط في عدن. © محمود الفلسطيني | مجلة العربية السعيدة

البريطانيون‭ ‬جنوب‭ ‬اليمن‭ ‬لما‭ ‬يقارب ١٣٠ سنة‭ ‬حتى ١٩٦٧م ‭. ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة،‭ ‬شيّدوا ١٣ كنيسة، ١٢ ‬منها‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬وكنيسة‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬الضالع،‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬بعد ‭ ١٣٥‬كيلومتر‭ ‬شمالًا‭. ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الكنائس‭ ‬هو‭ ‬تأدية‭ ‬الجنود‭ ‬البريطانيين‭ ‬والوافدين‭ ‬الأجانب‭ ‬صلواتهم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بمهام‭ ‬تبشيرية‭. ‬

كنيسة رأس مربط في عدن. © محمود الفلسطيني | مجلة العربية السعيدة

كنيسة رأس مربط في عدن.
© محمود الفلسطيني | مجلة العربية السعيدة

تاريخ‭ ‬الكنائس‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يعود‭ ‬لقرون‭ ‬عدة،‭ ‬حيث‭ ‬شُيّدت‭ ‬الكنائس‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬المبشر‭ ‬ثيوفلس،‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الإمبراطور‭ ‬البيزنطي‭ ‬قسطنطين‭ ‬الثاني،‭ ‬سنة ٣٥٤م‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬حِمْير،‭ ‬و»استطاع‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬إلى‭ ‬المسيحية‭ ‬بعض‭ ‬الأمراء‭ ‬العرب،‭ ‬وأن‭ ‬ينشر‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وينشئ‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬ظفار،‭ ‬عاصمة‭ ‬الحِمْيَريين،‭ ‬وثالثة‭ ‬في‭ ‬هرمز‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يفسر‭ ‬بحث‭ ‬مركز‭ ‬إنصاف‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ – ‬الواقع‭ ‬والتحديات‭ ‬للدكتور‭ ‬محمد‭ ‬المحفلي‭ ‬وإيمان‭ ‬حميد‭. ‬

يروي‭ ‬عادل‭ ‬شمسان، ‭٤٦‬سنة،‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬لإحدى‭ ‬أقدم‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬التواهي‭ ‬ويعمل‭ ‬كبائع‭ ‬حر‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التجار،‭ ‬أن‭ ‬الكنيسة‭ ‬كانت‭ ‬تستقبل‭ ‬المصلّين‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬البريطانيين‭ ‬قبل‭ ١٥٠ ‬عاما،‭ ‬وبقيت‭ ‬تُقام‭ ‬الصلوات‭ ‬فيها‭ ‬حتى ٢٠١١ م. ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الكنائس‭ ‬وإغلاقها‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭.‬

‮«‬تحتفظ‭ ‬مدينة‭ ‬عدن‭ ‬الآن‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الكنائس،‭ ‬تَتْبع‭ ‬الطوائف‭ ‬المسيحية‭ ‬الثلاث‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الكاثوليكية،‭ ‬البروتستانتية،‭ ‬والأرثوذكسية‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬كنيسة‭ ‬رأس‭ ‬مربط،‭ ‬الخمسيني‭ ‬منصور‭ ‬يوسف‭ ‬خان‭. ‬

تاريخ‭ ‬الكنائس‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يعود‭ ‬لقرون‭ ‬عدة‭.‬‮»‬

بُنيت‭ ‬كنيسة‭ ‬رأس‭ ‬مربط،‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬أبوابها‭ ‬مفتوحة‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬سنة‭م١٨٦٣  ‬ ‬‮«‬بقيمة‭ ‬ألفي‭ ‬جنيه‭ ‬أسترليني‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الملكة‭ ‬فيكتوريا‭. ‬وأُعيد‭ ‬تأهيلها‭ ‬سنة ١٩٩٥ م‭ ‬بتبرعات‭ ‬خارجية‭ ‬وفتح‭ ‬عيادة‭ ‬خيرية‭ ‬للعيون،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬صحية‭ ‬لأبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يفسّر‭ ‬يوسف‭ ‬خان‭.‬

أقدم‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬أُنشئت‭ ‬سنة ١٨٦٠م  وهي‭ ‬كنيسة‭ ‬سانت‭ ‬جوزيف‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كريتر،‭ ‬وكانت‭ ‬تسمى‭ ‬قديمًا‭ ‬مدرسة‭ ‬البعثة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬الرومانية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالفتيات‭. ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬كبيرة‭ ‬الراهبات‭ ‬من‭ ‬البعثة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬الرومانية‭.‬ في‭ ‬سنة ١٨٦٨م،‭  ‬قَدِم‭ ‬عدد‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الراهبات‭ ‬البريطانيات‭ ‬إلى‭ ‬عدن‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭.‬




المـــقال الـــتالي
جميع الحقوق محفوظة لـ arabiafelix.social